"مناقشات الأمم المتحدة".. اجتماع سنوي لزعماء العالم لبحث القضايا الملحة

ترأسها 8 زعماء عرب

"مناقشات الأمم المتحدة".. اجتماع سنوي لزعماء العالم لبحث القضايا الملحة
هيا آل راشد رئيسة الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة

توصف المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها ذروة الدبلوماسية العالمية، وتعد هي المرة الوحيدة تقريبا التي يجتمع فيها جميع زعماء العالم في المكان والتوقيت نفسه كل عام، لبحث القضايا العالمية الملحة مثل السلام والأمن، والتنمية المستدامة، والعمل المناخي، والتعاون الدولي والصحة.

ويفتتح رئيس الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة المناقشة العامة السنوية في سبتمبر من كل عام، وعندها يبدأ قادة العالم مناقشة القضايا مثار الاهتمام، ويحق لجميع الدول الأعضاء والمراقبين في الأمم المتحدة إلقاء خطاب في قاعة الجمعية العامة. 

يُطلب من المتحدثين إبقاء بياناتهم أقل من 15 دقيقة، لكن بعض قادة العالم غالبا ما يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك.

وكان أطول خطاب خلال مناقشات الجمعية العامة قد ألقاه الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، الذي تحدث لمدة أربع ساعات ونصف عام 1960 (على الرغم من أن ذلك لم يكن خلال المناقشة العامة).

وللمرة الأولى سنة 1974، ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطابا مطولا باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وشارك عرفات في تلك المناقشة العامة بدعوة من رئيس الجمعية العامة آنذاك، الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

كما ألقى العقيد الليبي معمر القذافي خطابا مطولا سنة 2009.

لماذا البرازيل أولا؟

جرت العادة في افتتاح مداولات الجمعية العامة، أن تحتل البرازيل دوما الترتيب الأول على قائمة المتحدثين في المداولات العامة، وذلك لأن البلد المضيف (الولايات المتحدة الأمريكية) كان دائما يستهل الحديث في المناقشة العامة، ولكن في الدورة العاشرة للجمعية العامة طلب أن يكون ثانيا. 

وعندها حاولت دائرة المراسم والاتصال العثور على دولة لتتحدث أولا بدلا عن الولايات المتحدة، ولكن لم يتطوع أحد، وفي نهاية المطاف تقدمت البرازيل وتحدثت أولا، ومنذ ذلك الحين، ظلت تفتتح -بصورة تقليدية- المناقشة العامة.

المطرقة

مع بداية كل دورة جديدة للجمعية العامة، تجري مراسم تسليم مطرقة رئاسة الجمعية العامة من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس الجديد.

ولهذه المطرقة الصغيرة، ذات الشكل غير المألوف، تاريخ طويل ومشوق ومليء بالقرارات والإنجازات على مدى ثمانية وسبعين عاما.

هذه المطرقة هي هدية من أيسلندا، التي يوجد بها ما يعرف بـ"جد البرلمانات الحديثة"، حيث تعتبر الديمقراطية الأيسلندية هي الأقدم في العالم، ففي عام 930 عقدت أول جلسة برلمان في بلاد الفايكنغ، وفي منتصف القرن العشرين اقترح الأيسلنديون أن يتسلح الشخص الذي يترأس الجمعية العامة، برلمان العالم، بمطرقة أيسلندية.

ويمثل صوت المطرقة إيذانا ببدء الاجتماع أو ختامه، أو الموافقة على جدول الأعمال، أو انتخاب المسؤولين، أو اعتماد قرار، أو الدعوة إلى الصمت.

صورة مجمعة  لزعماء عرب ترأسوا الجمعية العامة للأمم المتحدة

صورة مجمعة لزعماء عرب ترأسوا الجمعية العامة للأمم المتحدة

رؤساء الجمعية العامة العرب

تعاقب على رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إنشائها ثمانية رؤساء من المنطقة العربية من بينهم امرأة واحدة، هم:

- اللبناني شارل مالك كان أول عربي يرأس الجمعية العامة في دورتها الثالثة عشرة سنة 1958. 

- التونسي المنجي سليم، ترأس الدورة السادسة عشرة سنة 1961.

- الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ترأس الدورة الـ29، سنة 1974.

- العراقي عصمت كتاني، وكان رئيس الدورة السادسة والثلاثين سنة 1981. 

- السعودي سمير الشهابي، ترأس الدورة السادسة والأربعين سنة 1991.

- البحرينية الشيخة هيا راشد آل خليفة، تسلمت رئاسة الدورة الحادية والستين سنة 2006، وهي المرأة العربية الوحيدة التي تبوأت هذا المنصب الرفيع طوال تاريخ الهيئة الأممية، وكان شعار دورتها "تحقيق شراكة عالمية من أجل التنمية".

- الليبي علي عبدالرحمن التريكي ترأس الدورة الرابعة والستين سنة 2009، وحملت رئاسة دورته شعار: "وسائل التصدي الفعال للأزمات العالمية: تعزيز تعددية الأطراف والحوار بين الحضارات من أجل السلام والأمن والتنمية على الصعيد الدولي".

- القطري ناصر عبدالعزيز النصر وقد ترأس الدورة الـ66 التي حملت شعار: "دور الوساطة في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية".

جائحة “كورونا” تغير القواعد

وتعد واحدة من السمات التي تميز أي دورة جديدة للجمعية العامة السنوية هي الحضور الشخصي لقادة العالم إلى المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك لحضور الأسبوع رفيع المستوى الذي يشهد انعقاد عدد كبير من الفعاليات حول أهم القضايا الدولية.

وعادة، يتوافد على مقر الأمم المتحدة خلال هذه الفترة آلاف الأشخاص من رؤساء دول وحكومات وكبار المسؤولين وممثلي المجتمع المدني والصحفيين وغيرهم، في ظل إجراءات أمنية مشددة حول المبنى وداخله.

ولكن عام 2020، ومع اشتداد انتشار جائحة كوفيد-19، اتخذ الأسبوع رفيع المستوى شكلا غير مسبوق، حيث فرضت الأمم المتحدة، بالاتفاق مع الدول الأعضاء، قيودا من نوع آخر لتنفيذ التعليمات الطبية المتعلقة بالتباعد البدني للسيطرة على انتشار المرض وحماية الصحة العامة.

وقد اعتمدت الجمعية العامة قرارا دعت بمقتضاه الدول الأعضاء، والاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين ودولة الفاتيكان، إلى إرسال خطابات مصورة مسجلة مسبقا لقادتها ومسؤوليها لتُعرض على شاشات عملاقة بقاعة الجمعية وقاعات المؤتمرات خلال المداولات العامة والفعاليات رفيعة المستوى.

وتم اتباع هذا النهج لمدة عامين تقريبا قبل العودة إلى النظام العادي مع انخفاض حدة انتشار مرض كورونا.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية